من سلطان وليست من الدين ويبدلون ويغيرون ويرتدون على أدبارهم القهقري بحيث أنهم يذادون يوم القيامة عن الحوض ويمنعون من الشرب منه ويؤمر بهم إلى النار والعياذ بالله.
وأما الرواية التي نقلها ونسبها إلى روضة الكافي فلا يوجد في الروضة ولا في بقيت أجزاء ومجلدات كتاب الكافي رواية بهذا النص الذي ذكره، نعم توجد رواية في روضة الكافي ص 245 هذا نصها:
(حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟
فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم ثم عرف أناس بعد يسير، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا, وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع وذلك قول الله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}).
وأولا: إن هذه الرواية ضعيفة فيها إرسال فالواسطة بين الشيخ الكليني عليه الرحمة وحنان بن سدير غير معروفة.
وثانيا: ليس المراد بالردة في هذه الرواية ردة الكفر أو الإرتداد عن الإسلام بل المراد به تخلفهم عن إحدى أهم الواجبات الدينية وهي مبايعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم خليفة وإماما للأمة بعد أن نص عليه النبي في حياته في مواقف أشهرها نص غدير خم بعد رجوعه صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع، وبهذا المعنى " أي معنى الإرتداد الذي أشرنا إليه " فسر ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الأثر ج 2 ص 241 لفظ الإرتداد الوارد في أحاديث الحوض حيث قال: (وفي حديث القيامة والحوض، فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أدبارهم القهقري، أي متخلفين عن بعض الواجبات، ولم يرد ردة الكفر...)