وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٧٩
به..... إلى آخر تخريفه).
أقول: لو أن هذا الرجل ليس بمغرض وكان قد قرأ التاريخ بعين بصيرة لأدرك أن السبب الذي جعل المسلمين من صحابة وتابعين يثورون على الخليفة عثمان بن عفان، إن بعضا من أفعاله وتصرفاته هي التي ألبت هؤلاء ضده، فأنصح من يريد الحق ومعرفة هذه الحقيقة أن يرجع لكتب التاريخ والسير عند المسلمين ليعرف سبب نقمة وهيجان الناس على عثمان، وكمثال على ذلك أذكر هنا بعضا مما أورده بعض علماء أهل السنة عن الأسباب التي جعلت الناس تنقم على عثمان بن عفان ففي تاريخ أبي الفداء المسمى بالمختصر في أخبار البشر منشورات دار الكتب العلمية بيروت، لبنان الطبعة الأولى 1417 ه‍ - 1997 م ج 1 ص 333: (... ثم دخلت سنة أربع وثلاثين فيها قدم سعيد إلى عثمان، وأخبره بما فعله أهل الكوفة، وأنهم يختارون أبا موسى الأشعري، فولى عثمان أبا موسى الكوفة، فخطبهم أبو موسى وأمرهم بطاعة عثمان، فأجابوا إلى ذلك، وتكاتب نفر من الصحابة بعضهم إلى بعض أن أقدموا فالجهاد عندنا، ونال الناس من عثمان، وليس أحد من الصحابة ينهى عن ذلك، ولا يذب إلا نفر منهم زيد بن ثابت، وأبو أسيد الساعدي، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، ومما نقم الناس عليه رده الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريد أبي بكر وعمر أيضا، وإعطاء مروان بن الحكم خمس غنائم إفريقية وهو خمس مائة ألف دينار) وفيه أيضا: (وأقطع مروان بن الحكم فدكا وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي طلبتها فاطمة......).
وفي كتاب الملل والنحل للشهرستاني قال: (ووقعت في زمانه " أي عثمان " اختلافات كثيرة، وأخذوا عليه أحداثا كلها محالة على بني أمية، منها: رده الحكم بن أمية إلى المدينة بعد أن طرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسمى طريد رسول الله، وبعد أن تشفع إلى أبي بكر وعمر (رض) أيام خلافتهما فما أجابا إلى ذلك، ونفاه
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»