وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٦٩
الصحبة بمجردها وإن كانت عندنا فضيلة جليلة، لكنها " بما هي ومن حيث هي " غير عاصمة، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول وهم عظماؤهم، وأولياء هؤلاء، وفيهم البغاة، وفيهم أهل الجرائم من المنافقين، وفيهم مجهول الحال، فنحن نحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والآخرة، أما البغاة على الوصي أخي النبي، وسائر أهل الجرائم والعظائم كابن هند وابن النابغة وابن الزرقاء وابن عقبة وابن أرطاة وأمثالهم، فلا كرامة لهم، ولا وزن لحديثهم، ومجهول الحال نتوقف فيه حتى نتبين أمره...) (1).
يدعم هذه العقيدة القرآن الكريم، فهو يقسم صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن رآه وعايشة، وسمع منه إلى عدة فئات منهم المؤمنون الذين أخلصوا لله عز وجل وجاهدوا في سبيله بأموالهم وأنفسهم وكانوا في أعلى درجات الإيمان يقول تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} (2). وقال تعالى أيضا: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم رضوا عنه، وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} (3). وقال تعالى أيضا: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات مغفرة وأجرا عظيما} (4).

(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»