وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٣٢
ثالثا: - إن الأمور التي ذكرت هذه الروايات " بغض النظر عن تناقضها " أن الصحيفة التي أخرجها أمير المؤمنين عليه السلام من قراب سيفه قد احتوت عليها ليس مما اختص به الإمام علي عليه السلام وبقية أهل البيت عليهم السلام دون سائر المسلمين، فكيف تدعي هذه الروايات أن عليا عليه السلام أخرجها للسائل على أنها مما اختص به آل البيت عليهم السلام يقول أبو الطيب العظيم آبادي في عون المعبود: (ليس يخفى أن ما في كتابه " أي صحيفته علي عليه السلام " ليس من الأمور المخصوصة) (1) ومثله قول السندي في حاشيته على سنن النسائي (2).
رابعا: - وأما بالنسبة إلى اللازم الثاني وهو وقوله: (الكذب عليه رضي الله عنه بنسبة هذا القول إليه) فنقول: لا ندري لم جزم الجزائري بأن عليا عليه السلام لم يقل ذلك القول، فكونه خبرا ضعيفا لا يدل على عدم وقوعه وإن كان بعض رواته معروفا بالكذب لأن الكذوب قد يصدق، ولهذا أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يتبينوا في أخبار الفاسقين، حيث قال: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبوا على ما فعلتم نادمين} فأمر بالتبين في أخبارهم ولم يأمر بردها فجزم الجزائري بأن هذا الخبر مكذوب على أمير المؤمنين عليه السلام في غير محله لعدم جريانه على القواعد العلمية، اللهم إلا إذا كان يدعي أن لديه ملكة قدسية نورانية يستطيع بها تمييز الحديث المكذوب من غيره!!!!! وعليه أن يثبت لنا ذلك. والشيخ الكليني عليه الرحمة عندما روى ذلك في كتابه الكافي حدث به عن مجموعة من الرواة فكيف يكون الكليني عليه الرحمة كاذبا على أمير المؤمنين؟ فهو لم ينسب هذا القول لأمير المؤمنين عليه السلام مع علمه بعدم صدوره

(١) عون المعبود ١٢ / 260 (2) سنن النسائي بشرح السيوطي 8 / 19.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»