وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٤٣
فكأنه لم يكن علي شئ حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام فقال كيف نجدك فقالت والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي قال عبد الله وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما).
وفي طبقات ابن سعد (1) والإصابة لابن حجر (2) والاستيعاب لابن عبد البر (3) عن أبي الطفيل قال: (قال علي بن أبي طالب " عليه السلام -: سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل).
إلى غيرها من الكثير من الأحاديث الكثيرة في هذا المضمار التي تبين منزلة ومكانة أمير المؤمنين عليه السلام العلمية وما خصه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم به من علوم ومعارف لم يخص بها غيره وإذا صح عندهم أن أبا هريرة كان عنده وعاءان من العلم تلقاهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مدة قصيرة فكيف يستبعد أن يحوي علي عليه السلام ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب مع قرب منزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكثرة ملازمته له وطول صحبته وكثرة مسائلته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشدة ذكائه وقوة حافظته.
وأما إذا أراد أن ما جاء في الحديث من أن الجامعة هي من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو كذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنقول من أين جزم الجزائري بعدم وقوع ذلك من النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى يعتبر القول بذلك كذبا على

(١) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨.
(٢) الإصابة ٢ / ٥٠٩.
(٣) الاستيعاب ٣ / 43.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»