وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٣٦
أولا: الحديث الذي استشهد به الجزائري هو صحيح من حيث السند لا غبار عليه.
ثانيا: إن الجزائري بنى على هذا الحديث نتائج عجيبة وأمورا غريبة ولوازم ليس في الحديث المذكور ما يدل على شئ منها حيث قال: (وبعد: إن النتيجة الحقيقية لهذا الاعتقاد الباطل لا يمكن أن تكون إلا كما يلي: 1 - الاستغناء عن كتاب الله تعالى، وهو كفر صراح) أقول ما هو دليل الجزائري على بطلان الاعتقاد بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ألف باب من العلم ينفتح له من كل باب ألف ألف باب أو الاعتقاد بأن عندهم صحيفة تسمى الجامعة فيها الحلال والحرام وهي من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط يمين الإمام علي عليه السلام أو الاعتقاد بأن عندهم وعاءا يسمى الجفر فيه علوم الأنبياء السالفين والوصيين والعلماء من بني إسرائيل، أو الاعتقاد بأن عندهم ما يسمى بمصحف فاطمة الذي هو ليس بقرآن " كما سنبين ذلك لاحقا " بل فيه علوم ومعارف أخرى أو الاعتقاد بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خص أهل البيت عليهم السلام ببعض العلوم والمعارف مما أخبر به عن طريق الوحي مما قد كان وما يكون؟ ليأتي لنا الجزائري أو أعوانه المروجين لباطله بدليل واحد يدل على أن من يعتقد ذلك يكون اعتقاده باطلا، وليثبتوا لنا بالدليل بطلان هذا الاعتقاد وأما قوله أن الاعتقاد بذلك يعني الاستغناء عن كتاب الله سبحانه وتعالى فليس في الحديث ما يدل على ذلك ويشير إليه فهو " أي الحديث " يشير ويبين ما خص به أهل البيت عليهم السلام من الصحائف والكتب وما عندهم من العلوم الشرعية والمعارف الإلهية التي لم تأتي لغيرهم من الناس.
فهذه النتيجة أتى بها الجزائري من جعبته المليئة بالحقد والعداوة والبغضاء والكراهية لشيعة أهل البيت عليهم السلام.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»