وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٢١
من بعده عليهم السلام) (1).
ومن خلال المقارنة بين النص الذي ذكره الجزائري والنص الأصلي المذكور في الكافي نجد أنه قد حذف عبارة (كما أنزل) الواقعة في العبارة التالية: (جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب) فكتب هذه العبارة هكذا: (جمع القرآن كله إلا كذاب) كما أنه أيضا أبدل عبارة (كما أنزله الله تعالى) الواقعة في قول الإمام التالي: (وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي ابن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام) أبدلها بعبارة (كما نزل) وإن كانت العبارة الثانية التي أبدلها لم تغير من معنى الحديث شيئا فإن حذفه لعبارة (كما أنزل) غير معنى الحديث كثيرا، وهو بهذا قد غش القاري الكريم ودلس وكذب عليه بتزييفه للحقائق وتبديله لها، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: { فنجعل لعنة الله على الكاذبين} ثانيا: إن المراد بجمع القرآن الكريم وحفظه كما أنزله الله سبحانه وتعالى هو جمعه مرتبا حسب النزول، السابق نزولا قبل اللاحق، والمكي قبل المدني، والمنسوخ قبل الناسخ وهكذا كما يحتمل كبيرا أن المراد به إضافة إلى ذلك العلم بتفسيره حسب تفسير الوحي له للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فمما لا شك ولا إشكال فيه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قد تفرد بكتابة القرآن الكريم وجمعه على التنزيل وحسب تسلسل السور والآيات من حيث النزول.
نقل عن ابن سيرين أنه قال: (إن عليا كتب في مصحفه الناسخ

(١) الكافي ١ / 284 نشر دار التعارف للمطبوعات ضبط وتصحيح وتعليق محمد جعفر شمس الدين.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»