وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٣٧
وقال: (2 - اختصاص آل البيت بعلوم ومعارف دون سائر المسلمين وهو خيانة صريحة تنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ونسبة الخيانة إليه كفر لا شك فيه ولا جدال).
أقول: إن هذا الجزائري حاطب بليل لا يدري ما يقول فهو يرمي الكلام على عواهنه فمن أي دليل استفاد على أن اختصاص النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل بيته بعلوم أو معارف دون غيرهم يعد خيانة؟ لا والله لا يعد خيانة ولا شئ من ذلك خصوصا إذا كان في ذلك منفعة عامة أو خاصة فقد خص النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه بأسماء المنافقين دون غيره من الناس حتى سمي صاحب سر رسول الله، وخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بما لم يخص به غيره فقد أخرج الترمذي بسنده في سننه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله تعالى عليه قال: (دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما انتجيته ولكن الله انتجاه) (1).
قال الملا علي القاري في شرح الحديث في مرقاة المصابيح:
(والمعنى أني بلغته عن الله ما أمرني أن أبلغه إياه على سبيل النجوى ، وقال: قال الطيبي رحمه الله: كان ذلك أسرار إلهية وأمور غيبية جعله من خزانها) (2). وأخرج أحمد في مسنده والحاكم النيسابوري في المستدرك (3) عن أم سلمة قالت: (والذي أحلف به إن كان علي

(١) سنن الترمذي ٥ / 639.
(2) مرقاة المصابيح 10 / 471.
(3) مسند أحمد 6 / 300، المستدرك على الصحيحين 3 / 138.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»