علي بن أبي طالب عليه السلام قال: (لو ثنيت لي الوسادة، لأخرجت لهم مصحفا، كتبته وأملاه علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).
وقد ورث بقية الأئمة عليهم السلام واحدا تلو الآخر علم جدهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالقرآن الكريم وتفسيره الذي هو بدوره أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما أنهم ورثوا المصحف المذكور " أي الذي جمعه أمير المؤمنين عليه السلام والذي لا يختلف عن القرآن الموجود والمتداول في أيدي المسلمين بشئ إلا من حيث الترتيب، وما به من تفسير للآيات حسب الوارد في تفسيرها من طرق الوحي " وهو الآن موجود عند الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف. وعليه فإن الإمام الباقر عليه السلام لا يدعي أنه لا يوجد أحد جمع آيات كتاب الله سبحانه وتعالى كاملة أو أنه لم يحفظ آياته أحد من الأمة كما فهم الجزائري " بفهمه السقيم " بل يريد الإمام عليه السلام من قوله هذا أنه لم يجمع القرآن ويحفظه بالكيفية التي ذكرناها سابقا أحد من الأمة سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة المعصومين عليهم السلام من ولده وأنهم الأعلم بتفسيره ومعرفة أحكامه ومعارفه حسب الواقع دون غيرهم وذلك لما عندهم من تفسير للقرآن الكريم حسب ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام وكتبه عنه وانتقل ذلك إليهم.
وبهذا تكون جميع اللوازم التي ساقها الجزائري والتي رتبها على فهمه السقيم لقول الإمام الباقر عليه السلام ساقطة ولا مكان لها.