هذا الاعتقاد لازمه تكذيب الله في قوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وتكذيب الله تعالى كفر، وأي كفر؟
هل يجوز لأهل البيت أن يستأثروا بكتاب الله تعالى وحدهم دون المسلمين إلا من شاءوا من شيعتهم؟! أليس هذا احتكار لرحمة الله، واغتصابا لها يتنزه عنه آل البيت؟ اللهم إنا لنعلم أن آل بيت رسولك براء من هذا الكذب، فالعن اللهم من كذب عليهم وافترى.
لازم هذا الاعتقاد أن طائفة الشيعة هم وحدهم أهل الحق والقائمون عليه لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملا غير منقوص فهم يعبدون الله بكل ما شرع وأما من عداهم من المسلمين فهم ضالون لحرمانهم من كثير من كتاب الله تعالى وهدايته فيه. يا أيها الشيعي إن مثل هذا الهراء يتنزه عنه الرجل العاقل فضلا عمن ينسب إلى الإسلام والمسلمين إنه ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكمل الله تعالى نزول كتابه وأتم بيانه وحفظه المسلمون في صدورهم وسطورهم وانتشر فيهم وعمهم وحفظه الخاص والعام ولم يكن آل البيت في شأن القرآن وجمعه وحفظه إلا كسائر المسلمين وسواء بسواء فكيف يقال إنه لم يجمع القرآن ولم يحفظه أحد إلا آل البيت ومن ادعى ذلك فهو كاذب؟ أرأيت لو قيل لهذا القائل: أرنا هذا القرآن الذي خص به آل البيت شيعتهم أرنا منه صورة أو صورا يتحداه في ذلك فما يكون موقفه؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
أقول: لقد تصرف الجزائري في الرواية التي استشهد بها على كلامه والتي نقلها من كتاب الكافي فحرفها مما أدى تحريفه لها إلى تغيير كبير في معنى الرواية، فنص الرواية في كتاب الكافي هو:
(محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة