والترمذي " أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فتعلمت كتاب يهود. وفي رواية بالسريانية . وقال: إني والله ما آمن يهود على كتابي، فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته وحذقته فكنت أكتب له إليهم وأقرأ له كتبهم. (1) (وليس غريبا أن يقرأ الأئمة عليهم السلام التوراة والإنجيل بلغاتها، فقد كانت هذه اللغات معروفة عند الناس، وعند المتعلمين والمهتمين بشؤون الأديان في العصور الأولى من بداية الدعوة الإسلامية، وحري بالأئمة عليهم السلام أن يعرفوها بلغاتها، لأنهم علماء هذه الأمة والدعاة إلى دين الله وهم الهداة والقادة إلى صراط الله المستقيم وإلى دين جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).
ولمزيد من الدحض لأقوال الجزائري نورد هنا مجموعة من الروايات الواردة في كتب ومصنفات الشيعة الإمامية الإثنى عشرية عن الأئمة المعصومين الطاهرين من أهل البيت عليهم السلام والتي يظهر منها مدى اهتمامهم عليهم السلام بالقرآن الكريم وحثهم شيعتهم وأتباعهم بالاهتمام به وتعلمه وقراءته وتدارسه والعمل بما فيه من تعاليم وتشريع.
فقد روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام عن محمد بن موسى الرازي عن أبيه قال: (ذكر الرضا عليه السلام يوما القرآن فعظم الحجة فيه والآية المعجزة في نظمه، فقال: هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى ، المؤدي إلى الجنة، والمنجي من النار، لا يخلق من الأزمنة، ولا يغث على الألسنة، لأنه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل