فيه (1). وبالجملة فإن مراجعة أي بحث للمستشرقين في هذا الموضوع يظهر منه أن كثيرا منهم يذهبون إلى هذا الرأي ولأسباب لا تخفى.
وقد ربطوا بفارسية التشيع أثرا آخر يكون بمثابة النتيجة للسبب وذلك الأثر هو أنه لما كان أكثر الفرس شيعة وكانوا يسمون بالموالي وحيث أنهم يرون أن العرب انتزعوا دولتهم منهم ولما كانت الدولة الأموية يتجسد فيها المظهر العربي فقد زحف عليها الموالي وأسقطوها وأعلنوا بدلها دولة العباسيين التي دعمت الفرس والتي زحف معها بالتالي الفكر الشيعي فتغلغل أيام العباسيين، وأنت واجد هذه الأفكار عند معظم من كتب في العصور الإسلامية وخصوصا الكتاب المصريين ويتلخص من هذه المقتطفة ثلاثة أمور:
1 - تصوير الزحف الذي جاء من خراسان للقضاء على الدولة الأموية بأنه زحف دوافعه قومية وليست دوافع اجتماعية أو إنسانية وقد اجتمعت فيه أكثر من قومية واحدة وبذلك يطمس الهدف الاجتماعي الذي كان من وراء تلك الحملة.
2 - أن العنصر الرئيسي في الحملة والفاعل هم الفرس وبذلك تكون الحملة انتقامية تستهدف إعادة مجد الفرس الذي قضى عليه العرب، وبذلك يطمس الدور الرئيسي الذي قام به العرب في الحملة وتولوا فيه القيادة.
3 - أن الفكر الشيعي زحف بزحف هؤلاء وانتصر في العهد العباسي، إن كل هذه الأمور غير مسلم بها ولم تقم على واقع بل هي تغطية في محاولة مكشوفة.