هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٦٩
وتعرض التشيع في مختلف أدوارهم إلى محن وخطوب مروعة عدى فترات بسيطة مرت مرور الغمام كما هو الحال في فترة البويهيين وبالجملة إن كتب التاريخ قد حفظت لنا صورا مروعة من تعرض الشيعة للإبادة أيام العباسيين وبوسع القارئ الرجوع إلى أي كتاب من كتب التاريخ الرئيسية ليرى ذلك واضحا.
وبعد هذا التعقيب البسيط على هذه المزاعم: أعود إلى تلاميذ المستشرقين الذين نسجوا على منوال أساتذتهم فقلدوهم في هذا الزعم وهو فارسية التشييع ومنهم:
1 - الدكتور أحمد أمين:
يذهب الدكتور أحمد أمين إلى استيلاء الفكر الفارسي على التشيع برغم قدم التشيع على دخول الفرس فيه وذلك لأن أكثر الشيعة فرس - على زعمه - فغلبت نزعاتهم على التشيع وصبغته بالفارسية ولنستمع إلى قوله حرفيا:
(والذي أرى كما يدلنا التاريخ أن التشيع لعلي بدأ قبل دخول الفرس في الإسلام ولكن بمعنى ساذج ولكن هذا التشيع أخذ صبغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام وحيث أن أكبر عنصر دخل بالإسلام الفرس فلهم أكبر الأثر بالتشيع (1).
ويقول في مورد آخر: فنظرة الشيعة في علي وأبنائه هي نظرة آبائهم الأولين من الملوك الساسانيين، وثنوية الفرس كانوا منبعا يستقي منه الرافضة في الإسلام فحرك ذلك المعتزلة لدفع حجج الرافضة (2).
إني أطلب من القارئ هنا التأمل في هذه اللهجة الحادة التي يفح منها الشرر والنار حتى يعرف مدى موضوعية أحمد أمين ونظرائه، وقد دأب أحمد أمين على اجترار هذه الفكرة وترتيب الآثار عليها كما يظهر ذلك واضحا في كل

(1) فجر الإسلام ص 276.
(2) فجر الإسلام ص 111.
(٦٩)
مفاتيح البحث: مدرسة المعتزلة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»