تعقيب على الأقوال أما الزعم الأول:
فيبطله أن القادة الذين قادوا الحملة إنما قادوها لتخليص الناس من جور الأمويين وبإمكان أي قارئ أن يستبين الحقيقة باستقراء أحوال الحكم الأموي الذي سايره الجور والظلم من أيامه الأولى حتى سقط أيام مروان بن محمد آخر حكام الأمويين ومن الخطأ أن نورد شاهدا أو شاهدين للتدليل على ذلك محاولة إيضاح الظلم والجور فإن كل أيامهم كانت مليئة بالظلم والجور وإني لأحيل القارئ إلى تتبع التاريخ من أيام معاوية الأول حتى نهاية الدولة وفي كتب كل المسلمين لا الشيعة وحدهم فربما يقال إن الشيعة خصوم الأمويين وهم يحقدون عليهم وهذه كتب الطبري وابن الأثير وابن كثير وابن خلدون ما شئت فخذ لترى إلى أين وصلت الحالة حتى بلغ الأمر حدا يوجزه أحد الشعراء بقوله:
واحربا يا آل حرب منكم * يا آل حرب منكم واحربا منكم وفيكم وإليكم وبكم * ما لو شرحناه فضحنا الكتبا وأما الزعم الثاني:
فيبطله أن قادة الحملة ووجوهها هم العرب وقد أفاض في ذلك الجاحظ برسالته المسماة مناقب الأتراك، وقد ذكر من قادة الحملة، قحطبة بن شبيب الطائي، وسليمان بن كثير الخزاعي، ومالك بن الهيثم الخزاعي، وخالد بن إبراهيم الذهلي، ولاهز بن طريف المزني، وموسى بن كعب المزني، والقاسم ابن مجاشع المزني، كما نص المؤرخون على أسماء القبائل العربية التي كانت مقيمة في خراسان والتي كونت الزحف في معظمه وهم خزاعة وتميم، وطي، وربيعة، ومزينة وغيرها من القبائل العربية وللتوسع في معرفة أسماء القادة والقبائل العربية التي جاءت في الحملة للقضاء على الحكم الأموي يراجع كتاب ابن الفوطي مؤرخ العراق لمحمد رضا الشبيبي فقد توسع في إيراد النصوص التاريخية من