هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٦٣
المؤهلات. فأدى ذلك كله للاحتكاك ونجمت عنه ظاهرة الشعوبية وترك خزينا كبيرا من الحقد في تاريخ القوميتين كما أدى إلى مواقف سلبية متبادلة.
2 - أن فتح هذه الثغرة التي دخل منها الفرس أدى إلى دخول عناصر غير عربية أخرى مثل الترك وغيرهم مما كان له بعد ذلك آثاره السلبية الفظيعة وقد عصب كسر النطاق هذا بالفرس لأنهم أول من فتح هذا الباب وأدى إلى تدمير الخلافة بعد ذلك.
3 - لعب الاستعمار دورا بارزا فيما خلقه من النفخ بالأبواق التي يحسن صنعها وذلك لتحقيق مصالحه عن طريق فتح أمثال هذه الفجوات واختلاق خصائص للجنسين زعم أنها تصطدم مع بعضها وآراء لا تتلاقى وتأثر بهذه الآراء فريق من هؤلاء وفريق من هؤلاء ممن عاش على موائد المستشرقين ولم يتفطن إلى أهدافهم وغرته الصبغة العلمية الظاهرية في أمثال هذه المزاعم فنسج على منوال هؤلاء وكان صدى لهم وسلاحا بأيدي هؤلاء لضرب أبناء دينه ولهم عقيدته حتى خلقت من ذلك تركة كبيرة تحتاج إلى جهد كبير لإزالة هذا التراكم.
إن أسباب الكره استغلت لينتزع منها كما ذكرت سببا من الأسباب التي تبغض التشيع وتنفر النفوس منه. ولذلك لا نرى هذه التهمة عند أوائل السنة وأسلافهم فيما قدموه من قوائم الأسباب التي ينعت بها التشيع لأن أسبابها لم تكن قائمة آنذاك.
ومن الغريب أن الألسن السليطة التي تشتم الشيعة هي ألسنة السنة الفرس كما سيرد ذلك قريبا.
إن أصحاب الغرض الأصلي في الضرب على هذا الوتر كثيرون ومن أكثرهم حماسا في ذلك المستشرقون وتلاميذهم حيث يستهدف المستشرقون مصالح لا تخفى ويضرب تلاميذهم على نفس الطبول ولمختلف الغايات والأهداف وبالإضافة إلى من يهتز على هذا الإيقاع وإليك آراء بعضهم:
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»