هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٧٦
محمد وعبد الله أبناء خليفة كما كان الحسين ابن خليفة. بالإضافة لذلك إن كلا من يزيد بن الوليد بن عبد الملك وأمه شاه فرند بنت فيروز بن يزدجرد ومروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية أمه أم ولد من كرد إيران فلماذا لا تطرد العلة هنا أيضا (1) وبالعكس لماذا لا يميل العرب السنة لأهل البيت الذين أمهاتهم عربية في حين نجد قسما من العرب يبغض أهل البيت كالنواصب مثلا. هذا سؤال يوجه للعقول التي تقول ولا تفكر.
2 - الأمر الثاني:
التقارب في الآراء بين الشيعة والفرس. وأن كلا منهما يقول بنظرية الحق الإلهي، ويقول بالوراثة ولا يعرف الانتخاب، وفي هذا الأمر شيئان الأول الاتحاد في الآراء الذي يسبب الدخول للتشيع وهذا الأمر لا يقول به من يحترم عقله فمتى كان مجرد الاشتراك في رأي دافعا للاتحاد بالعقيدة، إن كل باحث يعلم أن كل أمة أو جماعة لا تخلو من الاتحاد مع بعض الأمم الأخرى، في رأي من الآراء أو مسألة من المسائل ومع ذلك فلا يقوم ذلك سببا للاندماج ولنعد لأحمد أمين نفسه ونلزمه بنتائج رأيه إذا وجد السبب فإنه يقول عند بحثه لمسألة الجبر والاختيار:
إن مسألة الجبر والاختيار تكلم فيها قبل المسلمين فلاسفة اليونان ونقلها السريانيون عنهم وتكلم فيها الزرادشتيون كما بحث فيها النصارى ثم المسلمون (2).
وقد توزع هؤلاء بين القول بالجبر والقول بالاختيار، وبناءا على منطق أحمد أمين فإن المسلمين نصارى لأنهم اتحدوا مع النصارى في شق من الرأي، وإلا فما هو مبرر أحمد أمين في اعتباره الشيعة فرسا لأنهم اتحدوا مع الفرس بالقول بنظرية الحق الإلهي.؟

(1) تاريخ الخميس للدياربكري ج‍ 2 ص 321 و 322.
(2) فجر الإسلام ص 284.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»