هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٦٠
كما ستقرأه مع ما نعرضه من آراء في هذا الموضوع - وسترى أن هذا الرأي باطل ويعلم بطلان ذلك كل من له إلمام بتاريخ المسلمين وعقائدهم وبطلانه للأسباب التالية:
أ - إن عقائد الشيعة تحفل بها مئات الكتب والمراجع وهي ميسورة تحت أيدي الباحثين والكتاب في كل مكتبات العالم، وإن عقائد الشيعة مصدرها الكتاب والسنة وفقه الشيعة مصدره الكتاب والسنة والإجماع والعقل كما مر علينا وأشرنا إلى الكتب التي تشرح ذلك مفصلا ونضيف إليها كتاب أوائل المقالات للشيخ المفيد وعقائد الصدوق والدرر والغرر للسيد المرتضى وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين، ومن كتب الأخبار والأحاديث الكتب الأربعة وهي الأصول المعتمدة عند الشيعة بالجملة وهي من لا يحضره الفقيه للصدوق، والكافي أصولا وفروعا لمحمد بن يعقوب الكليني والتهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي، مع ملاحظة أن ليس كل ما فيها معتمدا عندنا ولكل رواية حساب ولذلك قلت إنها معتمدة بالجملة وقد تعرضت كتب التقريرات لنقد كثير من مضامين الكتب المذكورة.
ب - إن الفرس لا يكونون إلا جزءا قليلا من ناحية الكم الشيعي فالتشيع منتشر عند العرب والهنود والترك والأفغان والكرد والصينيين والتبتيين والخ ويشكل الفرس جزءا من الشيعة ليس كما يصوره البعض عن سوء فهم أو سوء نية.
ج‍ - إن بذرة التشيع نشأت في مهد العرب في الجزيرة العربية وإن الرواد الأوائل للتشيع يشكلون مؤشرا واضحا في ذلك، وما كان من غير العرب في الرواد الأوائل من الشيعة عدى واحدا هو سلمان المحمدي كما سماه النبي (ص) وكان فارسيا. وقد ذكرنا الطبقة الأولى من الشيعة الذين تتوزع وشائجهم على مختلف البطون والقبائل العربية، وأنت إذا تتبعت الطبقة الثانية والثالثة من الشيعة فسوف تجدهم عربا في الأعم الأغلب ولا أريد الإطالة في هذا المورد
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»