هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٢٠٧
النموذج الثالث: رمي التشيع بالشعوبية والشعوبية لغة: جمع شعوبي نسبة للشعب، وقد تطلق ويراد بها النزعة العدائية للعرب، وهي بالإطلاق الثاني مصدر صناعي، والشعوبي في إطلاق آخر هو الذي يسوي بين العربي وغيره ولا يفضل العربي وقد اشتق هذا الاسم من الآية الكريمة * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * الحجرات / 13. وذلك لأن المسلمين من غير العرب دعوا إلى التسوية وكانت هذه الآية من شعاراتهم، ومن شعاراتهم الحديث النبوي الشريف لا فضل لعربي على عجمي كلكم لآدم وآدم من تراب، ثم توسع العرب فأطلقوا لفظ الشعوبي على من يحقر العرب وتوسعوا بعد ذلك فأطلقوه على الزنديق والملحد، معتبرين الزندقة والإلحاد مظهرا ينم على كره العرب لأنه كره لدينهم، ثم أطلق بعد ذلك على الموالي.
أسباب نشوء الشعوبية:
تنقسم الأسباب إلى قسمين:
القسم الأول:
فعل والثاني رد فعل، وهذا الأخير أعني ردة الفعل: ملخصه أن العرب كانوا في الجاهلية ممزقين لا تجمعهم جامعة، وكانت الدولة لغيرهم، فجاء الإسلام ووحدهم وأوطأهم عروش كسرى وقيصر فنظر العرب فجأة فإذا بهم أمة عظيمة بيدها أكثر من سلاح تخافها الأمم وينظر إليها الناس بإجلال باعتبارها المبشرة بالإسلام والحاملة لتعاليمه، فنفخ ذلك فيهم روح الغرور وأخذوا يعاملون الشعوب التي افتتحوها معاملة فيها كثير من الغطرسة والصلف ولم يسووهم بهم، ومنعوا الموالي من الزواج بالعربية وسموا من يولد من زواج كهذا
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»