هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٢١٠
علاقة الشعوبية بالتشيع:
وبعد هذه الجمل الموجزة عن الشعوبية نتساءل ما هي علاقة الشعوبية بالتشيع؟ وما هو منشأ رمي التشيع بالشعوبية الأمر الذي دفع مثل الدكتور أحمد أمين أن يقول: وأما التشيع فقد كان عش الشعوبية الذي يأوون إليه وستارهم الذي يتسترون به (1).
إن رمي التشيع بالشعوبية أمر يدعو للاستغراب فليس هناك أي علاقة بين الشعوبية والتشيع، وسنحاول استقصاء الأمور التي تكون علامة أو منشأ للشعوبية لنرى أين مكان الشيعة من هذه الأمور، وبالتالي ما هي قيمة هذه التهمة:
1 - الأصل غير العربي:
لم يكن الشيعة الرواد والذين يلونهم: من الموالي أو من أي عنصر غير العنصر العربي كما أسلفنا ذلك وذكرناه مفصلا فيما سبق من هذا الكتاب فلا حاجة لإعادته.
2 - مواقف الشيعة إزاء العروبة:
لقد وقف مؤلفوا ومفكروا الشيعة إزاء العروبة والعرب موقفا جليلا في تكريم العرب وتكريم الفكر العربي والإشادة بإسهامه في خدمة الشريعة مبرهنين على أن الله تعالى كرم العرب بحملهم للرسالة وجعل لغة القرآن الكريم لغتهم، واعتبر أرضهم مهدا لانطلاق الدعوة والذود عن حياضها وقد شرحنا موقفهم من اللغة وعروبة الخليفة وغير ذلك مفصلا.
3 - موقفهم من حضارة العرب:
لم يكن للشيعة موقف سلبي إزاء حضارة العرب بل العكس فالشيعة هم الرواد الأوائل في خدمة الحضارة العربية في مختلف أبعادها وإليك شريحة من

(1) ضحى الإسلام ج‍ 1 ص 63.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»