هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٦٧
وفي البابية آراء غالية جعلت منها مذهبا منشقا تماما عن الإسلام، واتفق علماء الأزهر في مصر وعلماء الشيعة في العراق وإيران على تكفير البابية والبهائية وأغلق المحفل البهائي في مصر (1). وقد استعرض الدكتور أحمد أمين حركة الغلاة فقال: إن أفرادا بسطاء هم الغلاة الذين يؤلهون عليا وإن الشيعة تبرأ منهم ولا يجوز عندهم الصلاة عليهم (2). هذه أمثلة بسيطة في موضوع الغلو والغلاة أضعها أمام الذين دأبوا على رمي الشيعة بالغلو ولست أنفي أن يكون بعض من شمله اسم الشيعة بمعنى انتمائه إلى الفئة التي تفضل عليا أو قل للتشيع بمعناه اللغوي قد نسبت له آراء وأقوال تفيد الغلو وقد بادوا وبادت معهم آراؤهم ولا يوجد اليوم منهم أحد إلا في بطون الكتب ومن ذلك ما ذكره البغدادي في الفرق بين الفرق حيث قال: الإمامية من الرافضة هم خمس عشرة فرقة هي:
الكاملية، والمحمدية، الباقرية، والناووسية، والشمطية، والعمارية، والإسماعيلية، المباركية، والموسوية، والقطعية، والاثنا عشرية، والهشامية، والزرارية، واليونسية، والشيطانية، (3) وتعقيبا على قول البغدادي نذكر أن الإمامية هم الإثنا عشرية وهم جمهور الشيعة اليوم ولا يوجد من الشيعة غيرهم وغير الزيدية والإسماعيلية في هذه الآونة، ثم إن الاثني عشرية الذين هم مدار بحثنا يمتازون عن غيرهم بعقائدهم ولا يصح أن تنسب إليهم آراء غيرهم لأنه يجمعه معهم الاسم وشئ آخر هو أن من ذكرهم البغدادي قد يمثلون لكل فرقة ذكرها بضعة أفراد ليس إلا، وهذا اللون من الخبط والتساهل تعلمنا أن نرى مثله كثيرا في كتاب الفرق لابن طاهر وغيره خذ مثلا ما يقول ابن طاهر في كتابه الفرق بين الفرق عن جابر بن يزيد الجعفي يقول:
جابر بن يزيد الجعفي من المحمدية وهم أصحاب محمد بن عبد الله بن الحسن ينتظرون ظهوره وكان يقول برجعة الأموات إلى الدنيا قبل القيامة (4).

(1) نظرية الإمامة ص 436 هامش.
(2) فجر الإسلام ص 2371.
(3) الفرق بين الفرق ص 53.
(4) الفرق بين الفرق ص 44.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»