الإمام الصادق (ع) يعتبر الجلوس إلى الغالي وتصديقه بحديثه مخرجا من الإيمان كما روى ذلك المفضل بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله الصادق وقد ذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة: " لا تقاعدوهم ولا تؤاكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا تورثوهم " وقال الصادق لمرازم أحد أصحابه: " قل للغالية توبوا إلى الله فإنكم فساق مشركون " (1).
آراء بعض الباحثين وانطلاقا من ذلك يقول الشيخ المفيد: الغلاة من المتظاهرين بالإسلام وهم الذين نسبوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذريته إلى الألوهية والنبوة ووصفوهم من الفضل من الدين والدنيا إلى ما تجاوزوا فيه الحد وخرجوا عن القصد فهم ضلال كفار (2).
ولا أحتاج إلى حشد النصوص والأدلة على براءة الشيعة من الغلاة وأي موقف أشد صراحة من هذه المواقف التي ذكرتها. ولا يسع مؤمنا يؤمن بالله ورسوله ويصدر عن تعاليم الإسلام في سلوكه ثم ينزع إلى الغلو في عقيدة أو بشر إلا من ضرب الله على بصيرته. ولأجل وضوح موقف الشيعة من الغلاة انطلقت الأصوات الموضوعية تشهد ببراءتهم من ذلك، ومن هذه الأصوات: مؤلفوا دائرة المعارف الإسلامية فقد جاء في دائرة المعارف:
الزيدية والإمامية الذين يؤلفون المذهب الوسط يحاربون الشيعة الحلوليين حربا شعواء - الحلولي لا نعتبره من الشيعة كما مر - ويعتبرونهم غلاة يسيئون إلى المذهب بل يعتبرونهم مارقين عن الإسلام (3).
ويقول الدكتور أحمد محمود في نظرية الإمامة عند ذكره للبابية والبهائية: