واهم بذلك (1).
وقد كان لردة الفعل دور كبير في تاريخ المسلمين وعقائدهم يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند معالجة كثير من المواقف وتقييم النصوص في مختلف الميادين.
ج - المنشأ الثالث:
هو الغلو الذي ينشأ من الطيبة والبراءة وحسن الظن بالآخرين فيركن إلى مروياتهم من دون تمحيص خصوصا من الذين اندسوا في الإسلام لسبب وآخر وأرادوا تغطية حقيقتهم فتحمسوا تحمسا مشبوها لأشخاص أو أفكار، وهذا المنشأ: الحديث فيه طويل فإن كثيرا من المندسين لعبوا دورا بارزا في تسجيل نظريات ومواقف تنزع إلى الغلو حتى أفسدوا على كثير من المسلمين عقائدهم لمختلف الأهداف التي كانت تدفعهم وقد كان لكل مذهب من المذاهب حصة من هؤلاء تكثر أو تقل تبعا لظروف المذهب نفسه وربما يمر علينا هذا المعنى مفصلا فيما يأتي.
د - المنشأ الرابع عدم الدقة:
فقد يبتلي بعضهم بشبهات نتيجة فهم خاطئ، أو تعميم غير مبرر علميا كان يرى رأيا لشخص من طائفة فيعمم رأيه على الطائفة كلها، وقد تذهب جماعة إلى رأي ثم تبيد ويبقى الرأي فيأتي من يحمل الرأي للآخرين، قد يكون استنتاجا لرأي من لازم من لوازم القول لم يتفطن له صاحب القول نفسه، وقد يكون نتيجة خطأ في تطبيق ضابط من الضوابط الكلية على بعض الجزئيات وهكذا، ولذا لا بد من التروي والحذر الشديد عند الكتابة عن فئة أو طائفة، ولا بد من أخذ رأيها من مصادرها المتسالم عليها، فإذا كان بعض الشيعة في يوم من الأيام غالى بالإمام علي لقلعه باب خيبر فليس كل الشيعة كذلك وإذا كان شخص قال لعلي وهو يخطب أنت أنت فليس كل الشيعة كذلك.