هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٧٠
الأفلاطونية القديمة والحديثة مدخل كبير انتهى كلامه (1).
وأنا أضع هذا النص بين يدي القارئ ليرى ما هو المقدار الصواب من هذه الاستنتاجات التي أوردها الدكتور والآثار التي رتبها عليها والاكتشافات الأفلاطونية التي ذكرها، وأعقب على ذلك بما يلي:
أولا: إذا كان هذا النص واردا في الرجعة فمعنى هذا أن الإمام عليا (ع) هو الذي وضع عقيدة الرجعة وليس الغلاة كما يقول الدكتور كامل.
ثانيا: إن هذا النص وبكل بساطة أجنبي كما ذكره الدكتور ولا صلة له بالمرة بالمعاني التي ذكرها وكل ما في الأمر أن هذا النص يفيد معنى الرواية " من أحب عمل قوم حشر معهم وشاركهم في عملهم " ولذلك سأل الإمام علي (ع) الرجل عن هوى أخيه هل هو مع أمير المؤمنين (ع) وأصحابه فلما أجابه بنعم قال: " لقد شهدنا " أي أنه شاركنا بمشاعره ثم قال له الإمام: إن جميع من سيرعف بهم الزمان وهم على رأينا سيشاركوننا بعد ذلك بحصول الثواب والفرح بالنصر، وكم لهذا الموضوع من نظائر، ومن ذلك ما رواه مؤرخو واقعة الطف حيث قالوا: إن جابر بن عبد الله زار الحسين (ع) بعد قتله فقال في الزيارة:
" أشهد أنا شاركناكم فيما أنتم فيه " فقال له رفيقه الأعمش: إن القوم قطعت رؤوسهم وجاهدوا حتى قتلوا فكيف شاركناهم نحن فيما هم فيه؟ فقال له جابر: إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين وأصحاب الحسين ذكر ذلك أصحاب المزارات كافة، هذا هو معنى كلام الإمام علي (ع) لا كما ذهب إليه الدكتور.
أين موضع الغلو أعود بعد ذلك لأضع بين يدي الأستاذ فرغل بضع روايات من مئات من نوعها تدله على موضع الغلو ليعلم أن الغلو عند غير الشيعة، وعلى أسوأ

(1) الصلة بين التصوف والتشيع ص 114.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»