هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٥٦
2 - الأمر الثاني:
الذي استنكره فرغل هو كون النبي (ص) وأهل بيته من نور واحد، ولا أدري ما هو وجه الاستغراب بعد أن أثبت الشيعة ذلك من مصادره الصحيحة هل لأن ذلك لم يصادف هوى في نفوس من لا يوالون أهل البيت أم ماذا؟ ثم لماذا إذا وجد مثل هذا عند السنة لا يكون داعيا للاستغراب: هذا الذهبي يروي في ميزان الاعتدال حديثا عن طريق أبي هريرة عن النبي (ص) أنه قال: خلقني الله من نور وخلق أبا بكر من نوري وخلق عمر من نور أبي بكر وخلق عثمان من نور عمر وعمر سراج أهل الجنة (1) ولا أدري لماذا جاء النور إلى حد عثمان ولم يصل إلى علي مع أنه على الأقل خليفة رابع، لك الله يا ابن أبي طالب، وما أدري ماذا يقول الأستاذ فرغل هل هذا غلو أم لا أفتونا يرحمكم الله، هذا مع أنه من الطبيعي وحدة السنخية بين الإنسان وأهله، وآل محمد عدل الكتاب وعيبة علم النبي فلماذا يستكثر عليهم الأستاذ فرغل ما لا يستكثره على غيرهم.
3 - الأمر الثالث:
الذي استنكره الأستاذ فرغل هو علم أهل البيت بالشريعة والعلوم القرآنية وعلوم السنة الشريفة وأن يكونوا محدثين، وهنا يقال إن علم أهل البيت أما أن يكون بالطرق العادية كالتلقي والمدارسة، أو يكون من قبيل الإلهام وأنهم محدثون، أم الطريق الأول فهو محقق لأهل البيت لأنهم نشأوا في بيت محمد (ص) وتربوا في حجره وأخذوا العلوم من هذه البيئة وهذا أمر لا غبار عليه، أما العلم بالطريقة الثانية وهو الإلهام والتحديث كما تذهب إليه الروايات فالمسلمون كلهم يقرون بذلك وسأذكر جملة من نصوصهم في إمكان مثل هذا العلم:
يقول الآلوسي في تفسيره روح المعاني عند تفسير الآية 65 من سورة النحل: وهي قوله تعالى: * (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا

(1) ميزان الاعتدال ج‍ 1 ص 166.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»