هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٦٢
الرسول فاسمعه في مبحث الإمامة من كتابه شرح التجريد يقول: إن عمر قال وهو على المنبر: أيها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله (ص) وأنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن: متعة النساء، ومتعة الحج، وحي على خير العمل، ثم عقب القوشجي على ذلك بقوله: إن ذلك ليس مما يوجب قدحا فيه فإن مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع (1).
بعد ذلك نقول للأستاذ فرغل إننا نضع الإمامة بعد النبوة ونتعبد بما أعطاه النبي (ص) للإمام من صلاحيات، ولكننا لا نجعل الإمام مقياسا يعرض عليه الكتاب والسنة بل العكس المقياس هو الكتاب والسنة ونرمي بما خالفهما عرض الجدار، كما أننا لا نجيز الاجتهاد مقابل النص كما اعتبر القوشجي النبي (ص) على أنه مجتهد وقد خالف بذلك إطلاق قوله تعالى: * (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) * الآيتان 3 و 4 / من سورة النجم، ومع ذلك فإن تقييم الإمام عندنا موضع استغراب، بينما يذهب غيرنا في أئمتهم إلى ما ذكرناه عنهم ومع ذلك لا تسمع من ينقدهم فلماذا هذا يا أستاذ فرغل؟ هل حاولت مرة أنت أو أمثالك أن تسألوا أنفسكم عن صحة عقائدكم أو تنقدوها كما تنقدون غيركم أم أنكم شعب الله المختار يجوز لكم ما لا يجوز لغيركم أم ماذا؟
5 - الأمر الخامس:
إعتبر الأستاذ فرغل روايات الشيعة بأنها مناخ صالح للغلو، وأريد أن أشرح للأستاذ فرغل موقف الشيعة من الغلو والغلاة: فالغلو عرفه الطبرسي في تفسيره عند شرح الآية 77 من سورة المائدة: * (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) * بأنه ما يقابل التقصير وهو تجاوز الحد، فقال: إن معنى الآية:
لا تتجاوزوا الحد الذي حده الله، لكم إلى الازدياد، وضده: التقصير وهو الخروج عن الحد إلى النقصان، والزيادة في الحد والنقصان عنه كلاهما فساد، ودين الله الذي أمر به هو بين الغلو والتقصير وهو الاقتصاد - أي الاعتدال - (2).

(1) الغدير للأميني ج‍ 6 ص 223.
(2) مجمع البيان ج‍ 2 ص 230.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»