المصطفى فإذا أقسمت الملائكة عليها به زالت الشمس وعادت إلى سيرها بقدرة المولى وكذلك إذا مر العاصي من أمتي على نار جهنم وأرادت النار أن تهجم على المؤمن فلحرمة محبة الله في قلبه ونقش اسمه على لسانه ترجع النار إلى ورائها هاربة (1).
2 - الشاهد الثاني:
ذكر محمد بن عبد الله الجرداني في مصباح الظلام قال: روي عن ابن عباس جاء جبرئيل وقال يا محمد اقرأ عمر السلام وأخبره أن رضاه عز، وغضبه حلم، وليبك الإسلام بعد موتك على موت عمر قال: يا جبرئيل أخبرني عن فضائل عمر وما له عند الله تعالى؟ فقال: يا محمد لو جلست معك قدر ما لبث نوح لم أستطع أن أخبرك بفضائل عمر وما له عند الله تعالى (2).
3 - الشاهد الثالث:
ذكر الإمام أحمد في مسنده بإسناده عن عائشة: أن أبا بكر استأذن على رسول الله (ص) وكان مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه وساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله (ص) وسوى ثيابه فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلس فجلست وسويت ثيابك فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة (3).
هذه ثلاثة نماذج من عشرات من الروايات: التي يأباها الخلفاء أنفسهم فإن لهم من مواقفهم ومناقبهم ما يكفيهم إنهم ليسوا بحاجة إلى أن تشاد لهم صروح من خيال أبله كما أن تاريخنا الإسلامي أعز علينا من أن نرضى بأن تكون