هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٦١
تثبيت أركان دين الإسلام " (1) فالخلفاء كما ينص جار الله هنا سيرتهم تعادل سنة النبي ونص القرآن، والخلفاء معصومون كالنبي (ص) وأنهم شاطروا النبي فلهم نصف تثبيت الإسلام وللنبي (ص) النصف الثاني ويقول الإمام الغزالي: مذهب الصحابي حجة مطلقا (2).
ويقول: ابن قيم الجوزية إن فتاوى الصحابة أولى أن يؤخذ بها وإن اختلفوا فإن كان الخلفاء الأربعة في شق فلا شك أنه الصواب وإن كان أكثرهم في شق فالصواب الشق الأغلب وإن كانوا اثنين واثنين فشق أبي بكر وعمر أقرب إلى الصواب فإن اختلف أبو بكر وعمر فالصواب مع أبي بكر وكلما كان العهد بالرسول أقرب كان الصواب أغلب (3) وما أدري ما يقصده ابن القيم من قرب العهد فإذا كان يريد القرب الزماني فكل الخلفاء كانوا مع النبي (ص) في زمان واحد وإن كان يريد القرب المكاني بالإضافة لذلك فعلي كان ألزم للنبي (ص) من ظله فعلى تعليل ابن القيم يجب تقديم قوله إذا تعارض مع أقوال غيره.
ودعني أحدثك عن أروع من هذا كله وهو أن يكون قول بعض أئمة السنة هو المقياس لتصحيح القرآن وأحاديث النبي (ص) إذا اختلف الكتاب والسنة مع قول ذلك الإمام: يقول الكرخي من أئمة الأحناف:
الأصل وجوب العمل بقول أبي حنيفة، فإن وافقه نص الكتاب والسنة فذاك. وإلا وجب تأويل الكتاب والسنة على وفق قول أبي حنيفة، وقد ذكر ذلك الأستاذ رشيد رضا في تفسير المنار عند تفسير الآية: * (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا) * الآية 165 / من سورة البقرة (4). ويأتي القوشجي دون الكرخي بمرقاة فإذا كان الكرخي جعل فقه الأحناف هو المقياس الذي يعرض عليه الكتاب والسنة، فإن القوشجي جعل للخليفة عمر حقا في أن يجتهد مقابل

(١) نظرية الإمام ص ٦١.
(٢) المستصفى ج 1 ص 260.
(3) أعلام الموقعين ج‍ 4 ص 118.
(4) تفسير المنار ج‍ 2 ص 83.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»