هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٥٥
وأنا أجيبك أنه لا ينتقدهم إذا كانوا غير شيعة وهو ما وقع بالفعل لأنهم قالوا بهذه الأمور التي نقد بها الشيعة وسأوقفك على قولهم فيما يلي:
1 - فالأمر الأول:
الذي نقد به الشيعة القول بالعصمة ولا أحتاج أن أكرر ما سبق أن ذكرته ودللت عليه من قول كثير من السنة بالعصمة إن لم يكن كلهم ومع ذلك لم يعرض لهم يحيى فرغل بالنقد، على أن يحيى فرغل أهون من غيره في هذا الباب، ذلك أن غيره كان أكثر منه عنفا وتهجما خذ مثلا: الدكتور نبيه حجاب أستاذ الأدب - لو كان هناك أدب - في دار العلوم بالقاهرة، إن هذا الرجل يشتم الشيعة شتما عجيبا ويعتبر عقيدتهم بالعصمة مظهرا من مظاهر الشعوبية فاسمعه يقول:
إن هذه العقيدة تسربت للشيعة عن الفرس الذين نشأوا على تقديس الحاكم لهذا أطلق عليها العرب النزعة الكسروية - ولا أعرف أحدا من العرب قال ذلك في حدود اطلاعي - ولعل غالبية الشيعة كانت ترمي من وراء هذه الفكرة إلى تنزيه علي ع عن الخطأ حتى يتضح للملأ عدوان بني أمية في اغتصاب الخلافة هذا وفي اليهودية كثير من المذاهب التي تسربت إلى الشيعة (1) أسمعت هذه الأنشودة التي يتناقلها الخلف عن السلف بصورة بلهاء وقد فندنا لك هذا الزعم فيما مضى من مبحث فارسية التشيع. لكن الذي أريد السؤال عنه ما هو الخطأ في سلوك الإمام علي (ع) في نظر نبيه حجاب هل هو الحروب التي قام بها من أجل مبادئ مما أدى إلى عدم الاستقرار في الوقت الذي لم يستقر فيه وضع الأمويين إلى علي الجماجم وعلى كل حال لا يضر عليا أن يخطئه نبيه حجاب بعد أن قال فيه الرسول علي مع الحق والحق مع علي. ومن الطبيعي جدا أن يكون علي في جانب مع من هو من معدنه ونبيه حجاب ومن هم من معدنه في الجانب المقابل.

(1) مظاهر الشعوبية في الأدب العربي ص 492.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»