هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٢٣
فيها منطقا غير هذا المنطق فليقل ما شاء، إن معظم أدلة ابن حزم والشهرستاني وابن عبد ربه الأندلسي ومن لف لفهم من هذا النمط، وبعضهم يصدر فتاوى بدون دليل وبدون شبهة من دليل وإنما هي مجرد استحسان انقدح في نفسه فأراد أن يدونه بدون مسؤولية. ودعني أضرب لك مثلا واحدا ذلك هو أن المستشرق ولهوزن ذكر أن أصل الشيعة يهودي، واستند في ذلك إلى قول نسب للشعبي وقد نقله أصحاب كتب الفرق كابن حزم والشهرستاني وابن عبد ربه الأندلسي والقول المنسوب للشعبي هو:
قول للشعبي قال الشعبي أحذرك الأهواء المضلة: شرها الرافضة فإنها يهود هذه الأمة يبغضون الإسلام كما يبغض اليهود النصرانية ولم يدخلوا الإسلام رغبة ولا رهبة من الله إن محبة الرافضة محبة اليهود قالت اليهود لا يكون الملك إلا في آل داود وقالت الرافضة لا يكون الملك إلا في آل علي، وقالت اليهود لا يكون جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح، وقالت الرافضة لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي، واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم وكذلك الرافضة إنتهى بتلخيص (1).
تعقيبان هذه القصة استعرضها الدكتور عرفان عبد الحميد في كتابه دراسات في الفرق وعقب عليها ناقدا ومزيفا بالأمور التالية:
أولا: إن العقد الفريد وتاريخ الطبري هي كتب أدب وتاريخ وليست كتب عقائد.
وثانيا: إن الطبري استند في هذه الرواية إلى سيف بن عمر وهو كذاب

(1) العقد الفريد ج‍ 2 ص 409.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»