من سمي شيعيا وليس له من مضمون إلا أنه يعتقد أن عليا أفضل من غيره وأنه حتى لم يمت وقد انقرض هؤلاء الأشخاص من الوجود وهناك من يعدهم فرقة شيعية إلى الآن.
إن مثل هذا القول يضحك ويبكي، فهو يضحك لأن مثل هؤلاء الأفراد يسمون فرقة، ويبكي لأن المسلمين وصل بهم الإسفاف إلى حد جعلهم يلتمسون أمثال هذه الحالات للتهريج بعضهم على بعض. ودعني أضرب لك مثلا في مثل هذا الموضوع فانتبه له:
فقد ذكر الرازي في كتابه اعتقادات فرق المسلمين: أن من فرق الشيعة فرقة الكاملية وقال عنها ما يلي بالحرف الواحد:
وهم يزعمون أن الصحابة كلهم كفروا إذ فوضوا الأمر إلى أبي بكر، وكفر علي حيث لم يحارب أبا بكر، إن هؤلاء الأشخاص الذين لم يبين الرازي موقعهم ولا عددهم هم فرقة في نظره وكل مضمونهم الفكري هذه الكلمات الأربع، ثم إنهم يكفرون الإمام عليا وهم مع ذلك شيعة في نظر الرازي، هل سمعت بالأكوس عريض اللحية، إنه هؤلاء هل رأيت هذا التناقض شيعي يتشيع لعلي وهو يكفر عليا، هل رأيت الخصومة كيف تنسي الإنسان حتى البدهيات، وأي إنسان إنه الرازي صاحب العقلية الكبيرة ومع ذلك يصل إلى حد هذا الإسفاف اللهم إنا نعوذ بك من الخذلان فراجع ما كتبه الرازي عن هذه الفرقة ونظائرها وقف بنفسك على هذا التناقض (1).
2 - النقطة الثانية:
إن بعض ما يسميه كتاب الفرق بأنه فرقة قد لا يتجاوز فردا واحدا له رأي شاذ، وقد لا يتجاوز عدد أفراد الفرقة على أحسن الفروض عشرة أفراد، وقد يكونون منقرضين لا يوجد لهم أثر إلا في مخيلة البعض أو في وريقات من كتب