التي يفترق بها الشيعة عن باقي فرق المسلمين فإن ما بين المذاهب الأربعة أنفسهم من نقاط الخلاف أضعاف ما يوجد بين السنة والشيعة بل إن علماء المذهب الواحد وفقهائهم بينهم من الخلاف أكثر مما بين الشيعة والسنة بدون مبالغة، وربما يرد علينا ما يؤيد هذه الدعوى خلال البحث في فقرات قادمة.
عقائدهم بأقلامهم سأذكر هنا جملا قصيرة عما كتبه علماء الشيعة أنفسهم عن آرائهم الدينية وعقائدهم لتكون مجرد مؤشر لمن يريد التوسع ويبحث عن الحقيقة بعيدا عن الأهواء والعواطف.
1 - ابن بابويه القمي:
وكتابه " عقائد الشيعة " من الكتب الرائدة في هذا الميدان وقد ضمنه كل عقائد الشيعة بدون مواربة لذا كان كتابه من المصادر التي يرجع إليها بالإضافة إلى أن الرجل من أساطين المذهب وعمالقة الطائفة. وهذه نبذة عما كتبه عن عقيدة الإمامية بالألوهية قال:
إعتقادنا بالتوحيد: أن الله تعالى واحد ليس مثله شئ قديم لم يزل ولا يزال سميعا بصيرا حكيما حيا قيوما عزيزا قدوسا عالم قادرا. لا يوصف بجوهر ولا جسم ولا صورة ولا عرض، خارج عن الحدين حد الإبطال وحد التشبيه.
واعتقادنا في القرآن: أنه كلام الله ووحيه وتنزيله وكتابه وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب -، هذا ما كتبه ابن بابويه الذي عاش وسط القرن الرابع وتوفي سنة 381 ه (1).