هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٢٦
2 - الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان قال في " أوائل المقالات ":
إن الله عز وجل واحد في الإلهية والأزلية لا يشبهه شئ ولا يجوز أن يماثله شئ وإنه فرد في المعبودية لا ثاني له فيها على الوجوه كلها والأسباب، وعلى هذا إجماع أهل التوحيد إلا من شذ من أهل التشبيه، وإن الله عز وجل حي لنفسه لا بحياة، وعالم لنفسه لا كما ذهب إليه المشبهة وقادر لنفسه، وأقول إن القرآن كلام الله ووحيه، وإنه محدث كما وصفه الله تعالى، وأمنع من إطلاق القول عليه بأنه مخلوق، وإن الله عالم بكل ما يكون قبل كونه، وأنه لا حادث إلا وقد علمه قبل حدوثه، ولا معلوم وممكن أن يكون معلوما إلا وهو عالم بحقيقته، ولا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء لهذا اقتضت دلائل العقول والكتاب المسطور.
ثم تحدث الشيخ المفيد وأشار إلى قول من يدعي أن القرآن حذف منه شئ فأول هذا القول بأن المحذوف هو الشروح والتفسيرات ولا شئ من أصل القرآن محذوف وذكر أنه من الذاهبين إلى هذا الرأي فقال في ذلك:
وقال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من آية ولا من كلمة ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف علي من تأويله، وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتا وإن لم يكن من كلام الله تعالى وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا، قال الله تعالى: * (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) * (1) فقد سمى تأويل القرآن قرآنا، وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن (2).
3 - السيد محسن الأمين العاملي قال:
وعقيدة الشيعة أن كل من شك في وجود الباري أو وحدانيته، أو نبوة

(١) سورة طه آية ١١٤ (٢) أوائل المقالات للمفيد ص 53 إلى آخر الفصل.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»