الفصل الأول التوطئة قبل الولوج في صلب الموضوع لا بد من الإشارة إلى نقاط يتعين البدء بها تجنبا عن الخلط الذي يقع فيه كثير من الباحثين لسبب أو آخر وينتهي الأمر إلى التجني على الحقائق وإلى الخلط وإلى أقوال هي بالهزل أشبه منها بالجد.
والمؤسف أن مثل هذه الأقوال الهزيلة بقيت مع التاريخ كأنها حقائق مقدسة وكأنها مسلمات لا تقبل النقاش يأخذها المتأخرون من المتقدمين بدون الرجوع إلى تمحيص أو إلى مقاييس، فما أعظم مسؤولية هؤلاء الذين رحلوا وخلفوا هذه التركة الموبوءة وهذا الزاد المسموم الذي ابتلي به المسلمون والله المستعان على الخلاص منه وهاهنا نقاط سنجعلها توطئة لهذا العنوان حتى إذا دخلناه فعلى بصيرة.
1 - النقطة الأولى:
إن الشيعة الذين أكتب عنهم هنا وأذكر آراءهم أو أدافع عما ينسب لهم هم الإمامية الإثنا عشرية الذين يؤلفون الجمهور الشيعي اليوم والذين تملأ كتبهم مكتبات العالم وإن شئت فقل الذين تعيش أفكارهم فعلا وتتجسد في سلوك حي، وتدون آراؤهم فعلا في الفقه والعقائد والتاريخ، ولست أتكلم عمن يسمى شيعيا لغة لأنه ذهب إلى تفضيل علي (ع) على غيره فعرف بالتشيع من أجل ذلك وما عدى ذلك فليس له مضمون عقائدي أو فقهي في أبعاد التشيع، فهناك