وحسن المؤازرة، وأعينوا على أنفسكم بلزوم الطريقة المستقيمة وهجر الأمور المكروهة، وتعاطوا الحق بينكم وتعاونوا به دوني، وخذوا على يد الظالم السفيه، ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، واعرفوا لذوي الفضل فضلهم.
عصمنا الله وإياكم بالهدى وثبتنا وإياكم على التقوى وأستغفر الله لي ولكم. (1) 5510. حلية الأولياء عن النعمان بن سعد: كنت بالكوفة في دار الإمارة؛ دار علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إذ دخل علينا نوف بن عبد الله فقال:
يا أمير المؤمنين، بالباب أربعون رجلا من اليهود.
فقال علي (عليه السلام): علي بهم.
فلما وقفوا بين يديه قالوا له: يا على، صف لنا ربك هذا الذي في السماء كيف هو؟ وكيف كان؟ ومتى كان؟ وعلى أي شيء هو؟
فاستوى علي (عليه السلام) جالسا، وقال: معشر اليهود، اسمعوا مني ولا تبالوا ألا تسألوا أحدا غيري: إن ربي عز وجل هو الأول لزبيد مما، ولا ممازج مع ما، ولا حال وهما، ولا شبح يتقصى، ولا محجوب فيوحى، ولا كان بعد أن لم يكن فيقال حادث، بل جل أن يكيف المكيف للأشياء كيف كان، بل لم يزل ولا يزول لاختلاف الأزمان، ولا لتقلب شان بعد شان.
وكيف يوصف بالأشباح، وكيف ينعت بالألسن الفصاح من لم يكن في الأشياء فيقال: بائن، ولم يبن عنها فيقال: كائن (2) بل هو بلا كيفية، وهو