مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٥٣٩
ويعفر جبينه على التراب، فيتذكر قدرة ربه الذي أضاء نور عقله من التراب المظلم، وليرى في سجوده على التراب سر {ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين} (1)، ويقول: سبحان ربي الأعلى وبحمده، ثم يرفع رأسه فيدرك سر {ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} (2)، ويرى حياته الدنيوية.
ثم يقول (الله أكبر) ثم يعود للسجود على التراب، ويتذكر يوم يرى الموت بعد حياته ويتخذ منه مسكنا، ثم يرى الحياة بعد الموت فيرفع رأسه، ويتذكر حياته بعد الممات، ويعرف من السجدتين معنى قوله تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} (3)، فيفهم بذلك مراحل وجوده.
* * إن ما ذكرناه ليس إلا أشعة أو لمعة من أنوار شمس الحكمة والهداية في الصلاة، ومن أجل الاختصار نترك الإشارة إلى أسرار السورة بعد الحمد، وأسرار الأذكار، والقيام، والقعود، والقنوت، والتسبيحات الأربع، والتشهد، والتسليم، ومستحبات الصلاة وآدابها.
مقارنة بين صلاتنا وصلاة المسيحيين نذكر نموذج العبادة المسيحية مقابل ما ذكرنا من نموذج العبادة في الإسلام، قال في إنجيل متى، الأصحاح السادس:
(وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة

(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»