مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٥٢٨
بالمصاب، مؤد للأمانات، عامل بالطاعات، سريع إلى الخيرات، بطئ عن المنكرات، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويجتنبه.
لا يدخل في الأمور بجهل ولا يخرج من الحق بعجز، إن صمت لم يعيه الصمت، وإن نطق لم يعيه اللفظ، وإن ضحك لم يعل به صوته، قانع بالذي قدر له، لا يجمح به الغيظ، ولا يغلبه الهوى، ولا يقهره الشح، يخالط الناس بعلم، ويفارقهم بسلم، يتكلم ليغنم، ويسأل ليفهم، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، أراح الناس من نفسه، وأتعبها لآخرته، إن بغي عليه صبر ليكون الله تعالى هو المنتصر له.
يقتدي بمن سلف من أهل الخير قبله، فهو قدوة لمن خلف من طالب البر بعده.
أولئك عمال الله، ومطايا أمره وطاعته، وسرج أرضه وبريته.
أولئك شيعتنا وأحبتنا، ومنا ومعنا، ألا، ها شوقا إليهم!
فصاح همام بن عبادة صيحة وقع مغشيا عليه، فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا رحمة الله عليه (1).
هذا أنموذج من تعليم أئمتنا وتربية قادتنا، فلولا احتجاب الإسلام بأوهام المنتحلين له، واختفاء أنوار هداية أئمة المسلمين بأعمال المدعين للائتمام بهم لظهر قوله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله} (2).

(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»