مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٥٣٤
والاستعانة للإنسان (1).
تبتدئ السورة باسم الله تعالى، الذي به بدأ فجر الرسالة المحمدية فقال الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله): {اقرأ بسم ربك الذي خلق} (2).
ومن خصائص اسم الله تعالى أنه اسم للذات الجامعة لجميع الأسماء الحسنى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} (3).
ومعنى (الله) كما روي عن علي (عليه السلام): (المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه) (4).
وغاية ما يمكن للبشر من معرفته سبحانه، أن يعرفوا عجزهم عن معرفته.
وقد صف الله تعالى نفسه ب‍ (الرحمن الرحيم)، ولا يتسع هذا الموجز لشرح الرحمة الرحمانية والرحيمية، ومما ينبغي الالتفات إليه أن الله تعالى جعل ابتداء كلامه مع الإنسان، وابتداء كلام الإنسان معه، ب‍ (بسم الله الرحمن الرحيم) وجعل هذه الجملة السماوية طليعة قول المسلم وعمله، وألزمه بتكرارها كل يوم في صلواته الخمس، وعلمه أن نظام الكون قائم على الرحمة، وأن كتاب التكوين والتشريع يبدأ بالرحمة.
وحتى الحدود والتعزيرات التي شرعها، رحمة لمن تأمل فيها وفقهها..
وهذا يتضح من مراتب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه إذا أعرض عضو من المجتمع عن الصلاح، أو أقبل إلى الفساد، فلابد من معالجته أولا بالحسنى والطرق الملائمة، كما نرى في قصة نبي الله موسى على نبينا وآله

(١) التبيان ج ١ ص ٤٦، مجمع البيان ج ١ ص ٤٨.
(٢) سورة العلق: ١.
(٣) سورة الأعراف: ١٨٠.
(4) التوحيد ص 89، باب تفسير قل هو الله أحد.
(٥٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 ... » »»