مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٣٣٦
ورووا في الصحيح عندهم عن أبي هريرة كنا نصلي العشاء مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره وإذا رفع أخذهما فوضعهما وضعا رفيقا فإذا عاد عادا فلما صلى جعل واحدا هاهنا وواحدا هاهنا، فقلت يا رسول الله ألا أذهب بهما إلى أمهما؟ قال: لا، فبرقت برقة فقال ألحقا بأمكما فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا (1).
وأما الجهة الثانية: وهي سبب الصلح، والجهة الثالثة وهي ما ترتب عليه تظهر مما: فإن السنة الإلهية في الإمامة المجعولة لأئمة الهدى هي الصبر على ما ابتلوا بها، قال سبحانه: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا} (2)، {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما} (3).
وإمامة أئمة هذه الأمة بمقتضى الخلافة لمقام الرسالة الخاتمية أرفع درجات الإمامة، فلا محالة تقتضي الإشتراط بأعلى مراتب الصبر على البلاء

(١) المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ١٦٧ وفي التلخيص أيضا، ذخائر العقبى ص ١٣١، المعجم الكبير ج ٣ ص ٥٢، البداية والنهاية ج ٦ ص ١٦٨، ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) ص ٨٨ و ١٥٠ و...
ومصادر أخرى للعامة.
مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ج ٢ ص ٢٧٧، الثاقب في المناقب ص ٩٩ ومصادر أخرى للخاصة.
(٢) سورة السجدة: ٢٤.
(٣) سورة البقرة: ١٢٤.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»