مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٣٢٥
وشجاعته (1)، وغير ذلك مما جاء في مناقبهما من الفضائل الخلقية والخلقية والعلمية والعملية، مما ملأت كتب التفسير والحديث والرجال والتاريخ، ومع ذلك جوزوا استبدال الحسن بمعاوية، والحسين بيزيد بملاك بيعة الأكثرية الذين لا يعقلون.
وأخذوا ما استندوا إليه عن معاوية، حيث قال للحسن بن علي (عليهما السلام): أنا خير منك يا حسن، قال: وكيف ذلك يا بن هند، قال: لأن الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك. قال: هيهات، هيهات، لشر ما علوت يا بن آكلة الأكباد، المجتمعون عليك رجلان، بين مطيع ومكره، فالطائع لك عاص لله، والمكره معذور بكتاب الله، وحاش لله أن أقول: أنا خير منك، فلا خير فيك، ولكن الله برأني من الرذائل كما برأك من الفضائل (2).
نقل ابن أبي الحديد عن أبي الفرج: خطب معاوية بالكوفة حين دخلها، والحسن والحسين جالسان تحت المنبر، فذكر عليا، فنال منه، ثم نال من الحسن، فقام الحسين ليرد عليه، فأخذه الحسن بيده فأجلسه، ثم قام فقال: أيها الذاكر عليا، أنا الحسن وأبي علي، وأنت معاوية وأبوك صخر، وأمي فاطمة وأمك هند، وجدي رسول الله، وجدك عتبة بن ربيعة، وجدتي خديجة وجدتك قتيلة. فلعن الله أخملنا ذكرا وألأمنا حسبا، وشرنا قديما وحديثا، وأقدمنا كفرا ونفاقا، فقال طوائف من أهل المسجد: آمين. قال الفضل: قال يحيى بن معين وأنا أقول آمين.
قال أبو الفرج قال أبو عبيد قال الفضل وأنا أقول آمين، ويقول علي بن الحسين الاصفهاني آمين، قلت: ويقول عبد الحميد بن أبي الحديد مصنف هذا

(1) راجع صفحة:
(2) مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 22.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»