سبحانه قال: {وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر} (1).
وبالجملة الثالثة أتم الحجة على كل مسلم، بأن شرط على معاوية أن لا يتعقب على شيعة علي شيئا، وقد ظهر منه نقض العهد على رؤس الأشهاد بسفك الدماء المعصومة من العباد والزهاد من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أن جنى جناية ليست فوقها جناية حيث صار سببا لقتل ريحانة الرسول وسيد شباب أهل الجنة، وقد روى أعيان أهل الحديث من العامة بأن ابنة الأشعث بن قيس سمت الحسن بن علي ورشيت على ذلك (2)، وتظافرت أقوال أعيان التاريخ والحديث على أن الراشي كان معاوية.
منهم الزمخشري، قال: جعل معاوية لجعدة بنت الأشعث امرأة الحسن مئة ألف درهم حتى سمته (3)، ومع ذلك كله يمسكون عن إحقاق الحق وإبطال الباطل، والدفاع عن الظلم الذي جرى على رسول الله في ابنه الذي رووا في الصحيح أنه أو أخيه ركب ظهره في حال السجود فلم يرفع رأسه، ولما سألوه وقالوا: يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها، أفشئ أمرت به أو كان يوحى إليك؟ قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى تقضي حاجته (4).