ومن البين أن الرواية لا ترد إلا بمخالفة المجمع عليه لا المختلف فيه، مع أن المروي عن أئمة أهل البيت وهم أدرى بما في البيت أن ولادتها بعد البعثة (1) فضائلها (عليها السلام) وهي أكثر من أن تحصى، ونذكر بعضها فيما ورد من روايات الفريقين:
1 - عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، قال: رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشئ، فقلت لها: يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟
فقالت: يا بني الجار ثم الدار (2).
2 - كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها (3)، فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها، فلما رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تجاوز عنها، وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ونزعت الستر، فبعثت به إلى أبيها، وقالت: اجعل هذا في سبيل الله،