مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٦٣
المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} (1) وقلع الباب الذي يقلعه عشرون رجلا وينقله سبعون، وقد اعترف المخالف والمؤالف بأن قلعه لم يكن ممكنا بالقوة الجسدانية (2).
قال الفخر الرازي: وذلك لأن عليا كرم الله وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد، وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء، فتقوى روحه وتشبه بجواهر الأرواح الملكية، وتطلعت فيه أضواء عالم القدس والعظمة، فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره (3).
وهو الذي بات على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مبيتا ينبئ عن علو شأنه، فقام جبرئيل وهو ناموس الوحي والعلم عند رأسه، وميكائيل وهو خازن الأرزاق عند رجليه، ونادى جبرئيل: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب، يباهي الله بك الملائكة (4)، وأنزل الله سبحانه: {ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد} (5).
هذه شجاعته الصغرى، وأما شجاعته الكبرى في غلبته النفس والهوى

(١) سورة المائدة: ٥٤.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٥ ص ٧ و ج ٢٠ ص ٣١٦، الجوهرة في نسب الإمام علي وآله ص ٨٢ ومصادر أخرى للعامة.
الخرائج والجرائح ج ٢ ص ٥٤٢، الأمالي للصدوق: ٦٠٤، روضة الواعظين ص ١٢٧، مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٢٣٩ ومصادر أخرى للخاصة.
(٣) التفسير الكبير ج ٢١ ص ٩١.
(٤) أسد الغابة ج ٤ ص ٢٥، ينابيع المودة ج ١ ص ٢٧٤، شواهد التنزيل ج ١ ص ١٢٣، تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٣٩ ومصادر أخرى للعامة.
المسترشد ص ٣٦١ وص ٤٣٤، الأمالي للطوسي: ٤٦٩ المجلس السادس والعشرون ح ٣٧، الاحتجاج ج ١ ص ١٦٠ ومصادر أخرى للخاصة.
(٥) سورة البقرة: ٢٠٧.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»