مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٦٧
بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} (1)، {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} (2).
الثالث: خليفة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لابد أن يكون هو المثل الأعلى لشخصيته علما وخلقا وعملا، لكي يسد خلأ وجوده في تعليم الإنسان وتربيته، وتلاوة آيات الله عليه، وإرشاد الناس إلى تنزيلها وتأويلها، وظاهرها وباطنها، ومحكمها ومتشابهها، وعامها وخاصها، وناسخها ومنسوخها، وبيان أسرارها المكنونة، وجواهرها المخزونة في الحروف المقطعة في أوائل سورها.
وبكلمة واحدة لابد أن يكون عنده علم الكتاب، الذي فيه تفصيل كل شئ {ما فرطنا في الكتاب من شئ} (3)، وأن يتكفل تزكية الناس من الوساوس الشيطانية والأهواء النفسانية والرذائل الخلقية والعملية، حتى تستعد عقولهم بالتصفية من تلك الكدورات لإشراق أنوار الكتاب الذي لا يناله إلا المطهرون، وتصير نفوسهم خزائن لجواهر الحكمة التي يؤتيها من يشاء.
فإذا كان الخليفة قائما مقام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما ينتظر منه ويترقب من وجوده لتعليم الأمة وتربيتها، فقد تحقق الغرض من خاتمية الرسالة وأبدية الشريعة، وتحققت الغاية من البعثة {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} (4).
فالنبوة وإن انتهت ببعثته (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن الغرض منها وهو تزكية الأمة وتعليم

(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»