وفي هذا القليل من الكثير كفاية لأصحاب الدراية في معرفة أهل بيت الرسالة، ومن تأمل فيما ذكر وما لم يذكر مما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصفهم يرى أنه لا يخلو من الملزوم أو اللازم أو الملازم للعصمة المطلقة وكمال الإنسانية، الذي لا يتحقق إلا في الإنسان الكامل على الإطلاق.
من هم أهل بيت الرسول صلوات الله عليهم المستفاد من النصوص المتواترة كحديث الثقلين (1) وغيره، وما ورد في خليفة الله المهدي (2) من النصوص الكثيرة المتلقاة بالقبول من العامة والخاصة، أن المهدي من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وان أهل بيته عترته المعصومون الذين لا يفترقون عن القرآن ولا يفترق القرآن عنهم، وإن كان أهل البيت في زمانه (صلى الله عليه وآله وسلم) منحصرين في علي وفاطمة والحسن والحسين.
ونقتصر على بعض ما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيان مصداق آله وأهل بيته:
ففي الصحيح عندهم عن عامر بن سعد عن أبيه قال: لما نزلت: ندع أبنائنا وأبناءكم الآية، دعا رسول الله عليا وفاطمة وابنيهما فقال: هؤلاء أهل بيتي (3).
وفي الصحيح عندهم عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي وفاطمة وابنيهما فقال:
هؤلاء أهل بيتي (4).