مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٤٨
عن الحق، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فالأمر بالتمسك والنهي عن التخلف بمقتضى إطلاق التمسك والتخلف، دليل على أن سفينة نجاة هذه الأمة تجري على الصراط المستقيم الذي لا انحراف فيه عن الصدق والحق.
ومقتضى إطلاق كلمة (من) أن من سواهم كائنا من كان مأمور بالتمسك بهم، ومنهي عن التخلف عنهم، فهم الأئمة الذين فرض الله طاعتهم والقادة الهداة الذين وجب اتباعهم على جميع الأمة.
ومقتضى المماثلة بين السفينتين أن الذين اتخذوا وليجة في هذه الأمة وتفرقوا عن أهل بيت العصمة لا عاصم لهم عن عذاب الله، كما قال ابن نوح {سآوي إلى جبل يعصمني من الماء} (1) ولم يعلم أنه {لا عاصم اليوم من أمر الله} (2)، إلا بالسفينة التي صنعت بعين الله.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة أو ساعة، والناس ينتظرون فقال: ما تنتظرون؟ فقالوا: ننتظر الصلاة، فقال: إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها، ثم قال: اما إنها صلاة لم يصلها أحد ممن كان قبلكم من الأمم ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: النجوم أمان لأهل السماء فإن طمست النجوم أتى السماء ما يوعدون، وأنا أمان لأصحابي فإذا قبضت أتى أصحابي ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون (3)، وقد ورد هذا المضمون في عدة من المصادر (4).

(١) سورة هود: ٤٣.
(٢) سورة هود: ٤٣.
(٣) المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ٤٥٧.
(٤) المستدرك على الصحيحين ج ٢ ص ٤٤٨، كنز العمال ص ٩٦ وص ١٠١ و ١٠٢، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٧٤، المعجم الكبير ج ٧ ص ٢٢، نظم درر السمطين ص ٢٣٤، الجامع الصغير ج ٢ ص ٦٨١، تاريخ مدينة دمشق ج ٤٠ ص ٢٠، سبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٦ وص ٧، ينابيع المودة ج ١ ص ٧٢ و ج ٢ ص ١٠٤ و ١١٤ وص ٤٤٢ و ٤٤٣ و ٤٧٤ و ج ٣ ص ١٤٢، الصواعق المحرقة ص ١٨٧ ومصادر أخرى للعامة.
عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج ٢ ص ٢٧ باب ٣١ ح ١٤، كمال الدين وتمام النعمة ص ٢٠٥، مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ج ٢ ص ١٣٣ و ١٤٢ و... و ١٧٤، المسترشد ص ٥٧٩، شرح الأخبار ج ١ ص ٣ و ج 3 ص 13، الأمالي للطوسي ص 259 المجلس العاشر ح 8 وص 379 المجلس الثالث عشر ح 63 ومصادر أخرى للخاصة.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»