مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٤٥
وقربان كل تقي، وبالصلاة يبلغ العبد إلى الدرجة القصوى.
وحينما يقوم العبد إلى مناجاة ربه يتقرب إلى الله بقراءة كلام الله ويركع ويسجد وبعد ما يرفع الرأس من السجدة الأخيرة، ويصل إلى مقام الشهود والشهادة لله بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كما شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم، ولمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعبودية والرسالة، يتوسل لقبول صلاته بالصلاة على محمد وآله، وبعد إتمام الصلاة بالصلاة على الآل يختمها بالتسليم.
فإلى الله يصعد الكلم الطيب بالصلاة على محمد وآله.
وفي سنن الدارقطني عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من صلى صلاة لم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه (1).
وقال الفخر الرازي: الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد (2).
وفي صحيح مسلم عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد أمرنا الله عز وجل أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم (3).

(١) سنن الدارقطني ج ١ ص ٣٤٨، سبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ١٠.
(٢) التفسير الكبير ج ٢٧ ص ١٦٦ في تفسير * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * سورة الشورى: ٢٣، ينابيع المودة ج ٣ ص ١٣٨.
(٣) صحيح مسلم ج ٢ ص ١٦، صحيح البخاري ج ٦ ص ٢٧، كتاب تفسير القرآن، باب ان الله وملائكته...، مسند أحمد ج ٥ ص ٢٧٤، سنن الدارمي ج ١ ص ٣١٠، سنن الترمذي ج ١ ص ٣٠١ و ج ٥ ص ٣٨، المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ١٤٨، عون المعبود ج ٣ ص ١٩٠، مسند الحميدي ج ٢ ص ٣١١، مسند ابن الجعد ص ٤٠، مصنف ابن أبي شيبة ج ٢ ص ٣٩٠، السنن الكبرى للنسائي ج ١ ص ٣٨١ و ج ٦ ص ١٧ و ٩٧ و ٤٣٦، سنن النسائي ج ٣ ص ٤٥ و ٤٧، السنن الكبرى للبيهقي ج ٢ ص ١٤٦ و ١٤٨، صحيح ابن حبان ج ٣ ص ١٩٣ و ج ٥ ص ٢٨٧ و ٢٨٨ و ٢٩٦، المعجم الكبير ج ١٧ ص ٢٥١ و ٢٦٤ و ج ١٩ ص ١١٦ و ١٢٤ و...، المعجم الصغير ج ١ ص ٨٦، المعجم الأوسط ج ٣ ص ٢٩ و ٩١ و ٩٢ و ٢١٥ و ج ٧ ص ٥٧، زاد المسير ج ٦ ص ٢١٥، تفسير القرطبي ج ١٤ ص ٢٣٣، تفسير ابن كثير ج ٢ ص ٤٦٨ و ٥١٥ و ٥١٦، الدر المنثور ج ٥ ص ٢١٧ و ٢١٨، تاريخ مدينة دمشق ج ١٠ ص ٢٩١ و ج ٥٣ ص ٣٠٩ ومصادر أخرى كثيرة للعامة.
المجالس ص ٢٣٢، الأمالي للطوسي ص ٥٦٤: العمدة ص ٤٨، الطرائف ص ١٦٠، سعد السعود ص ٢٠٤، مسند زيد بن علي ص ٣٤، عوالي اللئالي ج ١ ص ٤١٧ ج 2 ص 39 ومصادر أخرى للخاصة.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»