مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١٧٥
حكومته، فتظاهروا بالإيمان وأحاطوا به طمعا في الرئاسة من بعده، وليس شئ من معاني الولاية يترتب عليه ذلك إلا ولاية الأمر من بعده.
4 - روى الخطيب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم. فأنزل الله: اليوم أكملت لكم دينكم (1)، وإكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين، لا يتصور إلا بتعيين شخص يبين الإسلام، وينفذه بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
5 - قال الشبلنجي في نور الأبصار: ونقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي (رحمه الله) في تفسيره: " أن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى سئل عن قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع} فيمن نزلت، فقال للسائل: لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن آبائه رضي الله عنهم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما كان بغدير خم نادى الناس، فاجتمعوا، فأخذ بيد علي (رضي الله عنه)، وقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك فطار في البلاد، وبلغ ذلك الحرث بن النعمان

(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»