مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١٨٦
ثلاثا فأعطاها إياه.
قال ابن عباس: ثم بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه.
فقال ابن عباس: وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال وعلي جالس معهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقبل على رجل رجل منهم: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة، فأبوا!
فقال لعلي: أنت وليي في الدنيا والآخرة.
قال ابن عباس: وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها. قال: وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، وقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
قال ابن عباس: وشرى علي نفسه، فلبس ثوب النبي ثم نام مكانه... إلى أن قال:
وجعل علي (رضي الله عنه) يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتضور، وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنك للئيم، وكان صاحبك لا يتضور ونحن نرميه، وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك!
فقال ابن عباس: وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة تبوك، وخرج بالناس معه، قال فقال له علي: أخرج معك.
قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدي نبي. إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.
قال ابن عباس: وقال له رسول الله: أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة.
قال ابن عباس: وسد رسول الله أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»