وأجهشت للتوباذ (1) حين رأيته * وكبر للرحمن حين رآني وأذريت دمع العين لما أتيته * ونادى بأعلى صوته فدعاني فقلت له: أين الذين رأيتهم * بجنبك في خفض وطيب زمان؟!
فقال: مضوا واستودعوني بلادهم * ومن ذا الذي يبقى على الحدثان؟!
ضرورة أنه لا سؤال هنا، ولا جواب، ولا تكبير، ولا نداء، ولا دعاء، وإنما هي مجازات على سبيل التمثيل والتصوير.
ومثله قول بعضهم (2):
وقالت له العينان: سمعا وطاعة * وحدرتا كالدر لما يثقب وقال مزاحم العقيلي (3):
بكت دارهم من أجلهم فتهللت * دموعي فأي الجازعين ألوم؟!
وكانوا إذا أخبروا عن عظم المصاب بموت الواحد من عظمائهم يقولون: بكته السماء والأرض، وأظلمت لفقده الشمس والقمر..