مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٤٨
قال جرير (1) يرثي عمر بن عبد العزيز:
الشمس طالعة ليست بكاسفة * تبكي عليك نجوم الليل والقمرا أي إنها مع طلوعها باكية ليست بكاسفة نجوم الليل والقمر، لأن عظم مصيبتها بك قد سلبها نورها.
وبالجملة: فإن باب المجاز على سبيل التمثيل من أوسع أبواب البلاغة في لسان العرب، كانوا يرصعون به خطبهم وأشعارهم وحكمهم وأمثالهم..
فمن أمثالهم السائرة (2):
قال الجدار للوتد: لم تشقني؟!
قال الوتد: سل الذي يدقني!
.. إلى كثير من أمثال هذا.
والقرآن إنما نزل على لغتهم وفي أساليبهم، وما تحدى العرب إلا على طرائقهم وفي مجازاتهم وحقائقهم، فبخعوا لآياته، وعجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثله (3).
فآية الميثاق والإشهاد على أنفسهم إنما جاءت من هذا الباب، كما

(١) ديوان جرير: ٢٣٥.
وجرير بن عطية بن حذيفة بن بدر الخطفي الكلبي اليربوعي، من تميم (٢٨ - ١١٠ ه‍)، أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم، وكان هجاء مرا، فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل، وهو من أغزل الناس شعرا.
انظر: وفيات الأعيان ١ / ٣٢١ رقم ١٣٠، الأعلام ٢ / 119.
(2) (3) إشارة إلى قوله عز وجل: * (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) * سورة البقرة 2: 23.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 252 253 254 ... » »»
الفهرست