قال جرير (1) يرثي عمر بن عبد العزيز:
الشمس طالعة ليست بكاسفة * تبكي عليك نجوم الليل والقمرا أي إنها مع طلوعها باكية ليست بكاسفة نجوم الليل والقمر، لأن عظم مصيبتها بك قد سلبها نورها.
وبالجملة: فإن باب المجاز على سبيل التمثيل من أوسع أبواب البلاغة في لسان العرب، كانوا يرصعون به خطبهم وأشعارهم وحكمهم وأمثالهم..
فمن أمثالهم السائرة (2):
قال الجدار للوتد: لم تشقني؟!
قال الوتد: سل الذي يدقني!
.. إلى كثير من أمثال هذا.
والقرآن إنما نزل على لغتهم وفي أساليبهم، وما تحدى العرب إلا على طرائقهم وفي مجازاتهم وحقائقهم، فبخعوا لآياته، وعجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثله (3).
فآية الميثاق والإشهاد على أنفسهم إنما جاءت من هذا الباب، كما